علي غرار أحداث حرق منازل الشيعة في مصر
قصة قصيرة.
بعد سنين عدة يغزو فضائيون الأرض..ينزلون من أطباقهم الطائرة وسط غبار و عفرة أحدثتها وقع أقدامهم مستعدين متأهبين للحرب…
تنقشع الغمة فلا يترائى لهم في الأفق إلا الفراغ… يتبين لهم أن الأرض لا تحتوي علي أحد من جنس البشر.. إنقرضوا..
يبحثون عن أي بقايا لهم..فيجدوا كتابا مكتوب به ما حدث…يقرأ قائدهم الكتاب *بعد أن تعلموا لغات بني الأرض* و يتبين لهم حقيقة الأمر…
“إذا كنت تقرأ هذا الكتاب فأنت علي الأرجح إما ضللت الطريق أو مختبيء…إحترس! فهذا ما حدث:
قتلت الجماعات الإسلامية الشيعة لأنهم يسبون الصحابة و قد قالوا عنهم أنهم أشد خطرا علي الإسلام من اليهود..ثم قتلوا اليهود لأنهم يهوداً..ثم قتلوا المسيحيين لأنهم يعبدون الصليب.. ثم قتلوا الهندوس و السيخ لأنهم كفار و هدموا المساجد في الهند…ثم قتلوا البوذيين لأنهم يذبحون مسلمين بورما..ثم قتلوا أتباع كنفوشيوس و زرادشت لأنهم…لأنهم ليسوا مسلمين..ثم قتلوا الملحدين لأنهم غير موحدين..ثم قتلوا جماعات الهيبيز و الداعية للسلام لأنهم لا يستحمون..فلم يبقى على وجه البسيطة غيرهم…فاختلفوا فيما بينهم..فقتلوا من لا يواظب علي الصلوات و من لا يترك لحيته و من لا ترتدي النقاب و من تخرج من بيتها…و من يختلف معهم في الرأي…حتى شارفوا علي الفناء..
أنا من القليلين الذين إستطاعوا الهروب و المكوث تحت الأرض بعيدا عنهم.. نصيحة يا من تقرأ الكتاب.. إختبيء…أنجوا بنفسك.. لا تحاول إصلاحهم فهم ضائعون لا محالة.”
يغلق قائد الفضائيون الكتاب و قد إغرورقت عيناه بسائل قلوي يشبه دموع البشر…تشاور مع بني جنسه و قرروا أن يستفيدوا من أخطاء بني آدم…فأوقفوا حرب المجرات التي كانت في أوجها آن ذاك ثم إستقروا في الأرض لأنهم فقدوا كوكبهم…فعاشوا في سلام متحابيين و أصبحت أكثر شتائمهم بذائة و أكبرها إهانة هي أن يُنعَت أحدهم بـ”يا بشري”.
النهاية.