ثقافة لوم الضحية معششة في دماغنا كمصريين, بس في ناس برده بتفهم و مبتلومش الضحية… بس في ناس بتلومها .. طب ليه؟
سؤال مش لاقي له اجابة… فكرت كتير لحد ما لقيت سبب منطقي و هو كالآتي:..
المشكلة: عدم معرفة الحقيقة
عناصر المشكلة ثلاثة:
1)الشرطة او الجيش (جهة سيادية تأديبة)
2)المتظاهرين (معارضين للجهة السيادية التأديبية )
3) المتابع ( العامل السلبي ) و هو ما يحسم المشكلة اما بحلها او بتعقيدها…
تبدأ المشكلة كالآتي و بكل بساطة و سطحية .. يتحرك المتظاهرون ينددون بأفاعيل السلطة التنفيذية و يبدون اعتراضهم علي ايا من قراراتها .. فلا يعجب هذا الحال الجهة السيادية التأديبية و كأن علي الشعب الرضي بما يلقيه الحاكم من فتات الخبز و لا يتذمر فهو ولي نعمته و “يُشكر علي كرمه ربنا يخليه” .. فتبدأ حركات سريالية لا تمت للحقيقة بصلة من الكر و الفر تنتهي بضرب و سحل و فقأ للعيون و تعرية و…إلخ (و هو ما اعتاده افراد هذه الجهة التأديبة) و لكلامي ادلة كثيرة من السهل العثور عليها اما بعقلك ايها القارئ او ببحثك عن الحقيقة.. المهم, ده سيناريو احنا عارفينه و حافظينه و متعودين عليه… تبقي السطور الاخيرة و بعض “التطشات” هي ما يجعل الحدث مختلف عن غيره… و لكن يبقي موقف العامل السلبي كما هو ألا و هو لوم الضحية أي المتظاهرين ..
و لكن يظل السؤال.. لماذا؟ الاجابة: هناك احتمالان للموقف…
الأول: ان يكون المتظاهر هو المخطئ.. و في هذه الحالة هو سبب اندلاع المشكلة و لا مانع من تأديبه و يظل العامل السلبي أي المتابع بعيدا عن المشكلة… فهو لم يرتكب الخطأ الذي ارتكبه المتظاهر مما جعل الجهة التأديبة تنهال عليه بسخطها و “تعلمه الأدب”…
الثاني: هو ان تكون الجهة التأديبية هي المخطئه.. و في هذه الحالة يطرح السؤال نفسه..”طب بتضربهم ليه؟؟” و هنا يُفعِّل العضو المسمي بالمخ الجزء الخاص به المسؤول عن تفعيل ظاهرة “متلازمة ستوكهولم”… فيبدأ عقل العامل السلبي بالتفكير بطريقة منطقية بحته خلاف ما يبدو لاطراف المشكلة الاخري… فيقول:”اذا كان المتضاهر هو المخطئ فمن حق الجهة التأديبية تأديبه … و ابقي انا بعيدا عن المشكلة و انعم بحياة مستقرة.. اما اذا كانت الجهة التأديبية هي المخطئه و “أدبت” المتظاهرين بدون سبب يستحق التأديب غير انها “بتفش غلها و بترجع كرامتها من وجهة نظرها ” … هذا يعني انها من الممكن ان “تأدبني” ايضاً بدون سبب اذا اعترضت مثل المتظاهرين او حتي أيدتهم أو حزنت عليهم….”
و لهذا فإن عقل العامل السلبي يوجه صاحبه الي اختيار الاحتمال الذي يقيه … مما يعني انه يتصرف و يفكر بأنانية… فيتمني ان يكون الاحتمال الاول هو الصحيح… لأنه في هذه الحالة سيكون بعيدا عن قلب الاعصار.. اما اذا كان العكس صحيحا.. فسوف “يطوله من الحلو جانب” عاجلا ام آجلاا… و لهذا فإنه يبدأ و بدون تفكير في لوم الضحية.. في لوم المتظاهر لأن عقله يخدعه.. يعتقد انه اذا صدق ان المتظاهر هو المخطئ فسيصبح المخطئ بالفعل.. من الآخر عقله بيكدب و يصدق كدبته…
هذا ما اوصلني اليه عقلي المتواضع, و يحتمل هذا التحليل الخطأ قبل الصواب…ارجو من الله ان يكشف لنا الخفايا و ان يقينا من الوقوع في الفتنة و ترويج الإشاعات… ربنا يستر علي البلد ديه… ربنا يستر علينا بجد…